تنهل الفنانة التشكيلية العمانية إنعام أحمد اللواتي في إبداعاتها من معين الحضارات القديمة، وترى أن تلك الحضارات ما زال بإمكانها أن تستفز الفنان، وتقدم له الكثير من عناصر الدهشة الضرورية لعمله، وحول علاقتها الفنية مع الحضارات تقول: “أتحاور مع المتلقي من خلال الأبجديات التي تشكل لغتي التشكيلية، وليست المسألة عندي هي حضارة بعينها، فكل الحضارات القديمة مثل الفينيقية والآرامية والنبطية والكنعانية وحضارة أوغاريت ولغة عاد التي اكتشفت في الكهوف الظفارية في جنوبي سلطنة عمان، وهي حضارات مدهشة، وفي كل واحدة منها عناصر تجذبني كفنانة، وحواري معها ينتقل إلى اللوحة” .
ولكون الفنانة اللواتي واحدة من التشكيليات التي تسهم أعمالهن في إغناء التفاعل والحوار بين الشعوب والثقافات فقد اختيرت في برنامج “الزائر الدولي” في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يجمع بين فنانين من مختلف أنحاء العالم، وحول مشاركتها في البرنامج قالت: “يركز البرنامج على الدور الذي يمكن للفنون أن تؤديه في الحوار بين الثقافات المختلفة، ويركز على الطاقة الإيجابية للفن في تعزيز مفاهيم التسامح، وأهمية التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب، وأعتقد أن تجربتي الفنية القائمة على استلهام ما قدمته الحضارات من قيم فنية وجمالية وإبداعية كانت السبب في اختياري، ولقد شكل البرنامج فرصة لي ولغيري من الفنانين كي يطلعوا عن قرب على التعدد الفني والثقافي الموجود في العالم اليوم، خاصة أن البرنامج ضم فنانين وفنانات من بلدان كثيرة ومختلفة عن بعضها ثقافياً، وشهد مشاركة فنانين من بلدان لا يتم التركيز عليها كثيراً، مثل أفغانستان، ونيجيريا، وبنغلادش، وفيتنام، وصربيا، وغيرها” .
وتضيف الفنانة اللواتي: “لقد وفر البرنامج لنا، بالإضافة إلى الاطلاع على تجارب الفنانين المشاركين، الاطلاع على التنوع الفني الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة التجربة الثقافية والإبداعية للهنود الحمر، وزيارة أكبر المتاحف، وخاصة متحف الميتروبوليتان الشهير، الذي يضم أهم الأعمال التشكيلية والفنية في العالم، وهو ما يدفعني إلى القول إن هذا البرنامج وغيره من البرامج المعنية بتعدد الثقافات هي أمر مهم للفنان التشكيلي، لأنها تزوده بخبرات متنوعة، ومختلفة عما لديه، وتدفعه إلى الإسهام من موقعه كفنان تشكيلي في الحوار المطلوب اليوم بين مختلف الشعوب” .
من جهة أخرى لا تغفل الفنانة اللواتي الأدوار الأخرى للفن، وخاصة في علاقتها المباشرة بهموم الناس وتطلعاتهم والتعبير عن الواقع الذي يعيشون فيه، وحول ذلك تقول: “الفنان التشكيلي الحقيقي يتمتع بإحساس عالٍ ومرهف، ولا يمكن له أن يكون بعيداً نتيجة لذلك عن مشكلات الناس وهمومهم، ولديه إمكانية التعبير عنها، وتجسيدها في لوحاته، ولكن طرائق التعبير تبقى خياراً مستقلاً لكل فنان، فهناك من يحاكي القضايا الإنسانية أو الفردية، وهناك من يحاكي القضايا المباشرة والعامة، ولكل فنان أسلوبه، فهناك من يميل إلى الواقعية في التعبير، وهناك من يلجأ إلى التجريد أو الانطباعية والتعبيرية، و”ربما” إلى الكولاج، أو فنون الوسائط أو الميديا، لكن كل تلك الأساليب في نهاية المطاف هي شكل من أشكال نقل الواقع والتعبير عنه” .
وحول آخر مشروعاتها ومشاركاتها الفنية قالت: “أستعد حالياً للمشاركة في معرض الأعمال الفنية الصغيرة، الذي حدد مقاس الأعمال المشاركة بما لا يتجاوز 30 سنتمتراً، كما أستعد للمشاركة في معارض الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التي تتزامن مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الواحد والأربعين، إضافة إلى معرضي الفردي الثاني الذي سأقيمه في مطلع العام المقبل” .وفقا لما نشر بصحيفة دار الخليج