يستكمل الفنان التشكيلي طارق الخطيب في معرضه منمنمات الذي افتتح مساء الأربعاء الماضي في المركز الثقافي الروسي تجربته الفنية الخاصة المعتمدة على الرسم بالحبر لمجموعة من لوحات الطبيعة الصامتة والخيول والبيئة الدمشقية. وفقاً لما نشر بوكالة الأنباء السورية .
وتشكل لعبة الظل والنور منطلقاً أساسياً في أعمال الفنان الخطيب حيث عمد إلى إظهار ومضات نقطية ولونية مضيئة متعاقبة عبر الاشتغال على مبدأ إسقاط الخطوط المتشابكة والمتقاطعة على سطح ورق الكانسون.
وتبدو سمة الصبر والتفاني واضحة في أعمال الفنان الخطيب التي يأخذ كل منها نحو 15 يوماً بشكل متوسط ولمدة سبع ساعات يومياً ولاسيما أن التقنية التي يستخدمها تختلف عن الرسم بالفرشاة العادية دون أن يعتمد فيها على الخط وحده بل اشتغل على منظوري الخط واللون بحيث يوفر للمتلقي فرصة معاينة اللوحة ببعدين فعن قرب يمكن مشاهدة كماً هائلاً من الخطوط العشوائية وعن بعد تتلاشى الخطوط وتتوضح ملامح العناصر الموجودة في اللوحة.
ويشير الفنان الخطيب في تصريح لوكالة سانا إلى أن هذه اللوحات مشغولة على مبدأ إحساس النقطة والفراغ القائم بين الخط والنقطة فعندما يريد إعطاء ضوء يخفف الخطوط وعندما يريد إعطاء ظل يكثف الخطوط التي تبدو وكأنها مغزولة ومنسوجة لافتاً إلى أن أهمية حركة اليد على الورق في إنجاز لوحاته التي لا تتأثر بنوعية الورق المستخدم.
واختار الخطيب ثلاثة مواضيع أساسية في معرضه تتوزع بين الطبيعة الصامتة والخيل والبيت الدمشقي مبرراً ذلك بأن الخيل معروف بجماليته بين الحيوانات وبحيويته ورشاقته كما أن البيت العربي الدمشقي يحفل بكتل لونية منسجمة مع بعضها ويضم مجموعة من الألوان التي تستهوي كل فنان لرسمها أما الطبيعة الصامتة فمعروفة عالمياً فعمل على إبرازها بهذه التقنية مع إعطاء كل خامة حقها من اللون والخط والنقاط.
بينما يشير الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين إلى إن اللافت في معرض الفنان الخطيب هو الأسلوب الذي يقترب من أسلوب المنمنمات ولاسيما أنه يرسم لوحاته بالتنقيط للوصول إلى الشكل مؤكداً أن هذه الأعمال تدل على صبر الفنان وثقته بما ينجزه.
وأوضح يازجي أن جمالية هذه التقنية تكمن في اختلافها عن الرسم الكلاسيكي بالريشة بحيث يمكن للجمهور مشاهدة التداخل المتناغم بين الخطوط والألوان لافتاً إلى أن هذه التقنية استخدمها الكثير من الفنانين ذوي الاتجاهات الفنية المختلفة منذ بدايات القرن الماضي لكنها كانت تنجز بالريشة.
من جانبه رأى النحات أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة أن هذه التقنية تتميز بندرة استخدامها من قبل الفنانين وقال.. إن اللوحات المعروضة تتيح معرفة الجهد والصبر والهدوء الذي بذله الفنان الخطيب لإنجازها ولاسيما أنها تبدأ من نقطة وتنتهي بمساحة كاملة للوحة.
وأوضح عبد الحميد أن الألوان تبدو محددة عند الفنان الخطيب الذي استطاع تحريك الذائقة الجمالية والبصرية عند المشاهد من خلال حلوله التشكيلية في وضع التكوين واختيار اللقطة ولاسيما في المقاطع المعمارية ولاسيما أنه من النادر أن تحرك العمارة أحاسيس المشاهد.
ورأى الفنان التشكيلي نزار محمد أن ما يميز المعرض هو تنوع الخطوط ومتانتها وطرق استخدامها وتوظيفها في لعبة الظل والنور وقال.. إن الفنان الخطيب استطاع إخراج خامة المواد من خلال هذه الخطوط وحسن استخدامها وهذا يدل على تجربة الفنان الغنية في هذه التقنية.
يشار إلى أن الفنان التشكيلي طارق الخطيب من خريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الحفر وأقام عدداً من المعارض الفردية داخل سورية وخارجها حصل خلالها على العديد من الجوائز