كلمات رمضانية
منتقاة من كتاب (لطائف المعارف) لابن رجب الحنبلي
ابن رجب
الحمد لله الموفق لكل خير، والصلاة والسلام على من بعثه الله ليكون السراج المنير ثم أما بعد:
فقد يسر الله أن قرأت من كتاب (لطائف المعارف) لابن رجب الحنبلي في فضائل شهر رمضان ووظائفه، فالتقطت النوادر واللطائف
مما قرأت مع تصرّف يسير جداً، وجمعته ليكون منهلاً عذباً للدعاة في هذا الشهر الكريم، ليحفزوا به الناس لعمل الخيرات عن طريق نشر بعض
هذه الفقرات وطباعتها بطرق جذابة في بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم وغيرها من الأماكن التي يكثر ارتياد الناس إليها، وفي مواقع الإنترنت
فأسأل الله أن يتقبل هذا العمل عنده ويبارك فيه إنه جواد كريم.
• بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم ثم مات الثالث
على فراشه بعدهما فرئي في المنام سابقاً لهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أليس صلى بعدهم كذا وكذا صلاة وأدرك رمضان فصامه؟
فوالذي نفسي بيده إن بينهما لأبعد مما بين الأرض والسماء) أخرجه الإمام أحمد وغيره
ابن رجب
أتى رمضان مزرعة العباد *** لتطهير القلوب من الفساد
فأدِّ حقوقه قولاً وفعلاً *** وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها *** تأوه نادماً يوم الحصاد
• يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة، يامن دامت خسارته، قد أقبلت أيام التجارة الرابحة، من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟ من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح
ابن رجب
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما *** فلا تصيره أيضاً شهر عصيان
ورتل القرآن، سبح فيه مجتهداً *** فإنه شهر تسبيح وقرآن
واحمل على جسد ترجو النجاة له *** فسوف تضرم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف *** من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم *** حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها *** فأصبحت في غد أثواب أكفان
حتى متى يعمر الإنسان مسكنه *** مصير مسكنه قبر لإنسان
• روى البخاري في صحيحه والإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كل عمل ابن آدم له كفارة، إلا الصوم
والصوم لي وأنا أجزي به) واللفظ لأحمد
ومن أحسن ما قيل في شرح هذا الحديث ما قاله سفيان بن عيينة رحمه الله، قال: هذا من أجود الأحاديث وأحكمها، إذا
يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى لا يبقى الا الصوم، فيتحمل الله عز وجل ما بقي عليه
من المظالم, ويدخله بالصوم الجنة.
أخرجه البيهقي في الشعب وغيره.